الثلاثاء، 31 مارس 2020


هناك تساؤلات عديدة تردني عن اسباب تدني حالات الاصابة بفيروس كورونا في ليبيا حتى الان مقارنة بدول العالم ؟!!
بعيداً عن الفرضيات الغريبة والغير معقولة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن مناعة القطيع لدى الليبيين وبسبب التطعيمات !!! .
أستطيع تلخيص أسباب تدني حالات الإصابة بفيروس كورونا لدينا( من وجهة نظري) بالتالي :
1- السبب الرئيسي والأساسي أن ليبيا معزولة عن العالم بحكم القيود الخارجية المفروضة عليها من قبل مشكلة كورونا .. وحركة الطيران كانت محدودة جدا أيضا .
2-عدد السكان قليل وليبيا دولة فتية بمعنى أن اكثر من نصف عدد السكان 52% تحت عمر 30 عام ونسبة كبار السن فوق ال 65 عام تشكل تقريبا 4% بينما الدول المتقدمة فيمثل فيها كبار السن تقريبا ربع المجتمع ( إيطاليا 23%) وهذه الفروقات في التركيبة العمرية للسكان بيننا وبينهم يسبب فرق في مستوى المناعة بين الشعوب وبالتالي فرق في اعداد حالات الإصابة.
3- ليبيا ( خاصة المنطقة الشرقية ) بدأت إجراءات حظر الخروج ( العزل المنزلي) والتباعد الاجتماعي مبكرا وقبل تسجيل أي حالة إصابة مقارنة بدول أوروبا ..فبريطانيا مثلا بدأت إجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي عندما اصبحت الحالات المسجلة فوق الألف وعدد الوفيات فوق ال 100 .
4- عدد حالات الإصابات الإيجابية المسجلة له علاقه طردية بعدد التحاليل التى تتم. فبريطانيا عندها 22 الف حالة إصابة مؤكدة بعد أن عملت 127 الف تحليل .. ولازال عدد التحاليل التى أجريت عندنا محدود جدا لذلك من الممكن أن يكون عدد الحالات الحقيقي في المجتمع أكثر بكثير مما هو مسجل عندنا . بريطانيا أعلنت رسميا ان عدد الحالات في المجتمع يصل الي 10 آلاف عندما كان عندهم 600 حالة مسجله تقريباً.
5- ولكن هناك مؤشرات اخرى ليست في صالح ليبيا وهى النسبة العالية لتفشي الأمراض المزمنة عندنا مثل السكري وارتفاع ضغط الدم مقارنة بالدول المتقدمة .. فعلى سبيل المثال معدل الإصابه بالسكري في ليبيا 13.7% مقارنة ب 5% في ايطاليا و 3.9 % في بريطانيا . ومن المعروف ان أهم خمس أمراض تؤثرعلى نسبة الوفيات من فيروس كورونا بالترتيب أمراض القلب - السكري - الأمراض الصدرية - الضغط - السرطان حسب موقع worldometer .
لذلك يجب علينا اتخاذ إجراءات وتدابير احترازيه أكثر لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
وبالرغم من كل ذلك إلا أني متفائلة بأن تأثير الفيروس على ليبيا سيكون أقل ضررا بإذن الله .. وطبعا هذا التفاؤل ليس له أي علاقه بالفرضيات الغريبة المنتشرة والتي لن أكررها مجددا .. ولكن بسبب أننا ولله الحمد تأخرنا عن بقية العالم في معدل الإصابة ولا زال العدد بسيط جدا لذلك فالوقت في صالحنا أن نستفيد مما قد تكون وصلت إليه الدول المتقدمة من طرق تشخيص وعلاج للمرض.
وإلى ذلك الوقت أنصح الجميع بالتقيد بإجراءات الوقاية والعزل المنزلي .
حفظ الله الجميع من كل سوء.
أ. د. لبنى جمال عبد المالك
أستاذ بقسم طب الأسرة والمجتمع كلية الطب البشري - جامعة بنغازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صاحب النقب

كان مسلمة بن عبدالملك على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم ، ولكن القلعة استعصت على جيش المسلمين لارتفاع أسوارها ولإغلاق جميع المن...