الجمعة، 28 فبراير 2020

ماذا كان يفعل النبي في رجب وبما كان يدعو ربه؟

ماذا كان يفعل النبي في رجب وبما كان يدعو ربه؟

ما أن يهل علينا شهر رجب، حتى يشمر المؤمنون عن سواعدهم، لاستقبال الأشهر المباركة الثلاثة والتي نختتمها بشهر رمضان المعظم، والذي تبدأ نفحاته من شهر رجب، بالصيام، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يستقبل شهر رجب بالدعاء،  بالبركة، فعن أنس بن مالك أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دخل رجب قال: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان». 

ماذا كان يفعل النبي في رجب؟
أولا: الصيام

شهر رجب وكذلك شعبان تهيئة لاستقبال شهر رمضان الكريم، لذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حريصًا على الإكثار من الصيام في رجب، ويدل على ذلك عدد من الأحاديث الشريفة المتواترة والتي تتفاوت درجاتها.



ومن بين هذه الأحاديث الشريفة ما رواه عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب - ونحن يومئذ في رجب - فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم"، وقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم - بعد كلام طويل -: "صم من الحُرُم واترك" ثلاث مرات، وأشار بأصابعه الثلاثة، حيث ضمها وأرسلها.



ثانيا: الدعاء
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل شهر رجب بالدعاء، فاستقبال رجب بالدعاء إلى الله والتوبة والاستغفار، وكذلك الإكثار من الصيام فيه من الأمور التي حثنها عليها النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من نفحات.

فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: "خَمْسُ لَيَالٍ لَا يُرَدُّ فِيهِنَّ الدُّعَاءُ: لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبَ، وَلَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَلَيْلَةُ الْعِيدِ، وَلَيْلَةُ النَّحْرِ". رواه البيهقى فى "شعب الإيمان".



ثالثا: العمرة في رجب
روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب".


التعريف بشهر رجب


شهر رجب هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية وهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله عز وجل فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:36].

وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حُرُم، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان».

قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره: «فإنما أضافه ـ أي رجب ـ إلى مُضر ليُبين صحة قولهم في رجب إنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا كما تظنه ربيعة من أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال وهو رمضان اليوم، فبَيَّنَ صلى الله عليه وسلم أنه رجب مضر لا رجب ربيعة، وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثة سرد وواحد فرد، لأجل أداء مناسك الحج والعمرة فحُرِّم قبل أشهر الحج شهرًا وهو ذو القعدة؛ لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحُرِّم شهر ذو الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون بأداء المناسك، وحُرِّم بعده شهرًا آخر وهو المحرم؛ ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحُرِّم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتماد به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنًا» .


 معنى رجب، وسبب تسميته بهذا الاسم


رجب في اللغة مأخوذ من رجبَ الرجلَ رجَبا، : هابه وعظَّمه، فهو مَرجُوبٌ.

ورجب: شهر سموه بذلك لتعظيمهم إياه في الجاهلية عن القتال فيه، ولا يستحلِّون القتال فيه، والترجيب التعظيم، والراجب المعظم لسيده.

وذكر بعض العلماء أن لشهر رجب أربعة عشر اسمًا: شهر الله، رجب، رجب مضر، منصل الأسنة، الصم، منفس، مطهر، مقيم، هرم، مقشقش، مبريء، فرد، الأصب، مُعلَّى، وزاد بعضهم: رجم، منصل الآل وهي الحربة، منزع الأسنة.



وقد فسر بعض العلماء بعض هذه الأسماء بما يلي:

1-    رجب: لأنه كان يُرجَّب في الجاهلية أي يُعظم.

2-    الأصم: لأنهم كانوا يتركون القتال فيه، فلا يسمع فيه قعقعة السلام، ولا يسمع فيه صوت استغاثة.

3-    الأصب: لأن كفار مكة كانت تقول: إن الرحمة تصب فيه صبًا.

4-    رجم: بالميم لأن الشياطين ترجم فيه: أي تطرد.

5-    الهرم: لأن حرمته قديمة من زمن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

6-    المقيم: لأن حرمته ثابتة لم تنسخ، فهو أحد الأشهر الأربعة الحرم.

7-    المُعلى: لأنه رفيع عندهم فيما بين الشهور.

8-    منصل الأسنة: ذكره البخاري عن أبي رجاء العطاردي.

9-    منصل الآل: أي الحراب.

10-    المبريء: لأنه كان عندهم في الجاهلية من لا يستحل القتال فيه بريء من الظلم والنفاق.

11-    المقشقش: لأن به كان يتميز في الجاهلية المتمسك بدينه، من المقاتل فيه المستحل له.

12-    شهر العتيرة: لأنهم كانوا يذبحون فيه العتيرة، وهي المسماة الرجبية نسبة على رجب(8).

13-    رجب مضر: إضافة إلى مضر لأنهم كانوا متمسكين بتعظيمه، بخلاف غيرهم، فيقال إن ربيعة كانوا يجعلون بدله رمضان، وكان من العرب من يجعل في رجب وشعبان، ما ذكر في المحرم وصفر، فيحلون رجبًا ويحرمون شعبان(9).


هل لشهر رجب مزية على غيره من الشهور؟


ينبغي علينا ألَّا نخص شهر رجب إلا بما خصه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أنه شهر محرَّم يتأكد فيه اجتناب المحرمات لعموم قول الله عز وجل في الأشهر الحرم: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صاحب النقب

كان مسلمة بن عبدالملك على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم ، ولكن القلعة استعصت على جيش المسلمين لارتفاع أسوارها ولإغلاق جميع المن...