الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

ومما يحكي عن كرم حاتم الطائي :
حدث الهيثم بن عدي عمن حدثه عن ملحان ابن أخي ماوية امرأة حاتم قال : قلت لماوية : يا عمتاه حدثيني ببعض عجائب حاتم فقالت : أمره كله عجب ، فعن أيها تسأل ؟ قال : قلت حدثيني ما شئت قالت : أصاب الناس سنة فأذهب الخُف والظلف فإني وإياه وقد أسهرنا الجوع فأخذ عدياً وأخذت سفانة وجعلنا نعللهما حتي ناما ، ثم أقبل علي يحدثني ويعللني بالحديث حتى أنام فرفقت له لما به من الجهد فأمسكت عن كلامه لينام فقال لي : أنمت ؟ مراراً فلم أجبه فسكت ، فنظر في فتق الخباء وإذا امرأة فقال ما هذا ؟ فقالت : يا أبا سفانة أتيتك من عند صبيان يتعاوون كالذئاب جوعاً ، فقال : أحضري صبيانك فو الله لأشبعنهم .
قالت ماوية : فقمت مسرعة فقلت : بماذا يا حاتم ؟ فو الله ما نام صبيانك من الجوع إلا بالتعليل ، فقال : والله لأشبعن صبيانك مع صبيانها فلما جاءت قام إلى فرسه فذبحها ثم قدح ناراً وأججها ودفع إليها شفرة وقال : اشوي وكلي ثم قال : أيقضي صبيانك قالت : فأيقظتهم ثم قال : إن هذا اليوم يأكلون وأهل الحي حالهم مثل حالكم وجعل يأتي بيتاً بيتاً فيقول : انهضوا عليكم النار قال : فاجتمعوا حول تلك الفرس وتقنع بكسائه وجلس ناحية فما أصبحوا ومن الفرس علي الأرض قليل ولا كثير إلا عظم أو حافر وإنه لأشد منهم جوعاً وما ذاقه .
من كتاب المستجاد من فعلات الأجواد لأبي علي المحسن بن أبي القاسم التنوخي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صاحب النقب

كان مسلمة بن عبدالملك على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم ، ولكن القلعة استعصت على جيش المسلمين لارتفاع أسوارها ولإغلاق جميع المن...