" ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻣﺰﻫﻮّﺍً ﺣﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﻃﺒﻼً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻳﺘﺪﻟّﻰ ﻣﻦ ﻏﺼﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ : ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ؟ !
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﺳﺎﻛﻨﺎً، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ، ﻓﺎﻃﻤﺄﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﻠﻴﻼً، ﺛﻢّ ﺍﺳﺘﺠﻤﻊ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻞ، ﻭﺑﺤﺮﻛﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺮﺍﺣﺔ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﺨﺘﺒﺮ ﺭﺩّﺓ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻞ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ : ( ﺩﻭﻭﻭﻡ ) ..
ﺧﺎﻑ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺮّﻙ، ﻓﻘﺪ ﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﻩ .. ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠّﻖ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻳﺬﺍﺀﻩ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺿﺮﺑﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻟﻴﺴﻤﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺠﺪﺩﺍً : ( ﺩﻭﻭﻭﻡ ) ، ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻀﺮﺏ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﺑﻘﻮّﺓ ﺃﻛﺒﺮ، ﻓﻌﻼ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺃﻛﺜﺮ ( ﺩﻭﻭﻭﻡ .. ﺩﻭﻭﻭﻭﻡ ) ..
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻓﻜّﺮ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ : “ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻳﺼﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎً ﻗﻮﻳﺎً ﻫﻜﺬﺍ، ﻓﻼ ﺑﺪّ ﺃﻧّﻪ ﻳﺤﻮﻱ ﻛﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ، ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺸﺎﺋﻪ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺗﻀﻮّﺭ ﺟﻮﻋﺎً !! ”
ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻣﺨﺎﻟﺒﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭﻏﺮﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻄﺒﻞ، ﻓﻤﺰّﻗﻪ، ﻟﺘﺪﺧﻞ ﻛﻔّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ .. ﺃﺧﺮﺝ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻛﻔّﻪ ﻭﺃﺩﺧﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ، ﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ..!
ﻟﻤﻠﻢ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﺧﻴﺒﺘﻪ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : “ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﺃﺻﻮﺍﺗﺎً ﻗﻮﻳﺔ، ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﺎﺭﻏﺔ ..!”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق