السبت، 11 مايو 2019

جميلة جداااااااااا أحدهم يقول ...
قبل سنوات..
صلّيت في مسجدٍ في وسط سوق، صلّى بجانبي طفلٌ لطيف، بعد التسليمة الثانية سَلَّم عليّ مبتسمًا وقال "دعوتُ لك" بقيتُ بين انتفاضة دواخلي من وقع الكلمة وبين مَبسمه الجذّاب، وأخرجني من ذهول الجَمال حينَ أخرج من جيبه حبّة -حَلوى- صغيرة، وأهداني إياها قائلًا: أمّي رقيّة علّمتني!! احتضنته متأثرًا بالكمّ الهائل من التفاصيل.
• طفلٌ في مسجد، يُصلّي بلا لعب
• يُسلّم على من بجانبه ويبتسم
• يدعو له في سجوده ويخبره
• يُهديه حبّة حُلوى
صناعة القادة وليدة اللحظة !!
لم تنتهِ القصّة هنا، وضعتُ النيّة من يومها أن ابدأ مثله، أدعو لكل من يصلّي على يميني، أسلّم عليه وأحادثه بلُطف، ثمّ أمضي... اليوم بينَ يديّ دفترٌ كامل، فيه كل ردّات الفعل التي واجهتها بعد كل صلاة، كلّ كلمةٍ -تقريباً- سمعتها من قلبِ من صلّى على يميني، كلّ لحظةٍ استشعرتُ أنّ صغائر الأمور تبني عظائم الأجور.
تعلّمتُ أنّ من علّمني شيئًا، أن أبدأ بعده، وقفًا له وباسمه، يموتُ هو ويبقى الأثر، أموت أنا ويبقى العمل.. صحيحٌ أنّي لا أمتلك دفترًا خاص لكلّ ما تعلّمته لكنّ تفاصيل الحسنات تُحيي القلبَ وهو رميم.
أمس بعد التراويح.. سلّمتُ على شابٍ أسمَر الوجه أبيض القلب، قادمٍ من "غانا" ليدرس الشريعة عندنا، عربيّته ثقيلة بعكس قلبه الرقيق، طبّقتُ الأمر معه، أخبرته أنّي دعوتُ له، ابتَسَمَ جدًا ثم رَبَتَ على كتفي يشكرني ثمّ صَمَتَ على حين غرّة، ثم بكى بهدوء.. وقال الحمد لله أنّ الدّعاء حديثُ الصّامتين وهديّةُ المتحابّين، وإنّي أُحبّك في الله.. شَدّ في سلامه على يدي و ذهب.
أكتب هذا وأنا مذهولٌ جدًا بلُطف الله، بتدبيره المُدهش، كيفَ باحتضانِ قلبٍ هنا، وَصَلَ الأجرُ لأُمّ الطِّفلِ هناك.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) 💚..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

صاحب النقب

كان مسلمة بن عبدالملك على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم ، ولكن القلعة استعصت على جيش المسلمين لارتفاع أسوارها ولإغلاق جميع المن...